تهادت الشمس.....ونزلت تطفئ ظمئها.... في مياه النهر المترامية الأطراف..... واهتزت الأمواج طربا .....
وتسارعت كي ترحب بأوفي الأوفياء...... وأطبق الصمت الرهيب ..... وكأنه صمت القبور .....ينبض رهبة .....ويفيض ارتياحا ..... ومضي الوقت بطيئا ....كئيبا ....في رتابة وملل....لم يكن يقطعه ....سوي همسات روحي ....ونبرات وجداني ......تصارعت بنفسي الهواجس والهموم .....كل يحاول أن يطغي علي نفسي .....وعبثا حاولت الهروب ..... فلم أفلح ..... واجتمعت علي.... همومي الكثيرة .... وأحزاني .....وقد اتت من شتي البقاع .....وحاصرتني في مفترق الطرق ....وكلما حاولت النجاة ..... وجدتها تلطمني .... وتصيح في وجهي .......وتدفعني قصرا للإرتداد .......ولم تكن سوي أضغاث أوهام ...... صنعتها نفسي .....وصدقت أكذوبتها الكبري .......أخذت أفكر برهة .....في طريق للنجاة ...... لكن ..... لم يكن سوي طريق الفناء ......وتكاثرت أعدائي من هموم .....وأشجان .....فأطبق اليأس علي نفسي .....فخرجت مسرعا .......وأنا أبكي نفسي وأرثيها .....نعم أبكي نفسي ...وأرثيها ....فلربما لن يبكي فنائي أحد ......وتتابعت أنفاسي ....عندما أخذت أصعد لربوة عالية .....وتندي جبيني .....بحبات العرق اللؤلؤية .....وظفرت دموعي من مقلتي .....وهمست لنفسي .....حان موعد الوداع .......ثم أغمضت عيني .......وأستسلمت لقدري المحتوم ....وقفزت في نهر الأحزان .....قفزت في نهر الحروان ......قفزت .....وأرتطمت الأمواج بالصخور.