theheartdream
المساهمات : 135 تاريخ التسجيل : 31/01/2009 العمر : 36
| موضوع: لحظة انتظار الثلاثاء أبريل 28, 2009 8:13 am | |
| لحظة انتظار
جلست حنان في البهو الفسيح في المستشفى الخاص الكبير وطافت بذهنها إلى ما قبل سنوات الزواج ،إلى أيام الجامعة عندما التقت بحبيب مرها ورفيق دربها (أكرم) .عندما رأته أول مرة في بادئ الأمر في ندوة ثقافية مقامة في الكلية .حيث صادفت عيناها عينيه وتاهت بها في بحار لم تكن قد تعلمت قوانين الإبحار فيها. لم تدري إلا ويد زميلتها تجذبها بعد أن فرغت القاعة إلا منها ومنه ، وباتت ليلتها في شرفتها تناجي القمر كما اعتادت دوما وهي ترى عينيه على وجه القمر تناجيها وتتساءل بينها وبين نفسها هل ستراه ثانية ؟ وهل هو في كليتها؟ وذهبت في اليوم التالي إلى الكلية وصورة هذا الفتى لم تفارقها وجلست في المدرج وسرحت في صورة فتاها المجهول ولكنها أفاقت على صوت فتى يطلب منها أن تأذن له في الجلوس الى جوارها .وكانت المفاجأة !!! إذ وجدته هو من كانت بداخلها تنتظر،ذاك الفتى الذي بنظرة من دون قصد بسط بقلبها بساط أخضر من رياحين أخاذة العطر.من كانت تدعو الله أن تلتقيه ولو لحظة .لتجده زميلها وكأن الله لم يرد لذاك القلب أن يتحير. يا للحظ ! وبعد ذلك توالت الأيام وبدأ الحديث بينهما وإذا به يصارحها بشعوره تجاهها ،والذي ولد في الندوة وبات يختلج في قلبه حتى لم يعد يقوى على احتوائه ، وبأنه بات يشكو لقمره عن غياب أميرته التي لا يعرف لها مملكة وتمنى لو تقبل هذا التتويج لآخر العمر، أن تقبل أن تصبح ملكة متوجة على عرش مشيد من الحب ، ومزين بالعشق ،في مملكة كل من يسكنها قلب.... قلب أصبح ينبض فقط من أجل حبها الذي صار يحيه .فتعاهدا أن يمشيا معا طريقهم العلمي . ثم بدءا يرسما معا حياتهم الآتية . وتخرجا من الكلية.فتقدم أكرم لخطبة حنان ،واكتمل توفيق الله ورحمته بهذين القلبين النابضين على حب هو من وهبهما إياه .وذلك عندما وافق أهلها على إتمام الارتباط السعيد بين قلبين تحابا في ضوء النهار فأبيا إلا أن يكملا معا باقي النهار. وتم عقد قرانهما وسط بهجة عارمة . وعاشا معا حياة لم تشبها شائبة ولم يعكر صفوها إلا عندما أحس أكرم في يوم بتعب في عمله، فطلبت منه حنان الذهاب إلى الطبيب ولكنه طمأنها وأوهمها أنه مجرد إجهاد عمل . ومرت الأيام والشهور والآلام لم تتوقف عن مداهمته ،بل ولم تتوقف عند حد الإرهاق والإجهاد فحسب .وأخذت حنان تلح عليه في الذهاب إلى الطبيب ، إلى أن انصاع لرغبتها . وكانت المفاجأة الكبرى عندما أتضح إصابته بمرض خطير ، وكان لابد من إجراء عملية جراحية عاجلة له . وبالفعل تم تحديد موعد لإجراء العملية وقام الأطباء بحجز أكرم في المستشفى. وعندما دخل أكرم إلى غرفة العمليات .أبت تلك الرموش التي طالما انغلقت في قوة على صورته تحتضنها في صمت وتدافع عنها لتبقيها دائما منقوشة على جدران القلب ، أن تمارس دور السجان .وقررت أن تفتح الباب لدموعها لترتاح على خدودها وتريحها .فما أصعب من دمعة محرقة يحتويها القلب في صمت فتشعل النيران في جدران القلب من دون أي تورع أو عطف.فسمحت لها أن تهرب من مخدعها الحريري لتسكن خديها فتذوي لترتاح وتريحها . فتلك هي الحالة الوحيدة التي يكون فيها التلاشي فيه الراحة. ومر عليها الوقت كرجلٍ كسيح وجد نفسه يعبر في شارع ملِئ بماء المطر ولا مفر من عبوره .فأخذت اللحظات تقتلها وهي تنتظر خروج الطبيب ليبلغها نتيجة العملية. طاف بذهنها سؤال : ماذا لو رحل؟ ماذا سيتبقى لها بعد فراقه؟ وبعد أن مرت ساعات خرج الطبيب وتقدم نحوها.فتمنت أن يظل مكانه ولا يأتي إليها بخبر قد يودي بقلبها .......فصارت دقات قلبها تتسارع وتركض في شرايين باتت من الهلع منغلقة وكأنها تبحث عن طريق آخر لتهرب إليه.فلم تقوى إلى على أن تغمض عينيها ووضعت يديها على أذنيها حتى لا تسمع خبرٍ كهذا . ووقف أمامها الطبيب باسما تتطاير فرحته من نبرات صوته وأخذ يناديها عدة مرات ليبارك نجاح عملية زوجها . وانتظر حتى يسمع دقات الفرح تخرج مع صوتها ولكنها و لكنها صمتت ولم تنطق بل إنها لم تسمع حتى صوت الطبيب فلقد رحلت................... لقد قتلها الخوف في لحظة انتظار.فرحلت دون أن تعلم أنه مازال هنا معها وأنه أبى أن يتركها وحيدة في درب الحياة ، أنه مازال يحبها وسوف ينتظر رؤيتها عسى أن يجتمعا بعد لحظة انتظار. | |
|