النهاردة يوم الجمعة ياسلام يا واد يا جامعاوي اخيرا حاعرف انام واتمتع بالدنيا حنام تلات اربع ساعات زيادة ...و.........
قاطعني صوت ست الحبايب وهي بتنادي في صوت زي صوت البلابل ..
-وااااد يا جامعاوي يا منيل على عينك ..انت لسه نايم قوم يا واد هات لنا عيش علشان نلحق نفطر ..
-حاضر يا حجة ثواني
- دلوقتي ثواني ولما تيجي بتطلب الأكل اشمعني في دي مافيش عندي انا ثواني قوم فز بسرعة يا ولة
- شوية بس يا حاجة افوق بس ..
-آه عايز تفوق انا ناسية صحيح طيب خد ...طاااااااااااخ .
صحيت على ارتطام عنيف لقذيفة من نوع الشبشبة أبو صوبع اللي ترتديه الحجة مباشرة ورحت للفرن على طول من غير ولا كلمة زيادة ..
وقفت في الفرن وانا عمال العن حظي ..هو ليه انا دايما كده ليه مش لاقي حد يفهمني مش لاقي حد يحس بيا لا ده شارعي ولا دول اهلي ولا ده بيتي يا ناس العظماء يجب ان يعاملوا على أنهم عظماء وكمان انا ......
يا مصيبتك يا جامعاوي .كل ده طابور عيش ...
ده ولا ساعتين عقبال ما الواحد يشتري ...
لالالا انا مش حاقف في الطابور ده ابدا..دي اهانة لمستوايا الجامعي والفكري ..مين من العظماء وقف في طابور زي ده قبل كده حاجة مش ممكن تتخيلها طبعا يعني صعب تتخيل نيوتن او عباس ابن فرناس واقفين في طابور عيش فضلا عن إنها أهدار للكرامة البشرية وكمان برضه .....
وزي ما بيحصل في افلام الكارتون طلعت سحابة من دماغي فيها صورتين الأولانية صورة امي والتانية صورة زنوبتها العزيزة ...حطيت ايدي على راسي حسيت ساعتها بالوجع بتاع الشبشب...وقررت اني اقف في الطابور وامري لله
اوعى حد منكم فكره الخبيث يوديه اني خايف لا سمح الله ...لالالا ..الحكاية وما فيها أن ضرب الحبيب زي أكل الزبيب وصاحبكم جامعاوي ما بيحبش الزبيب ...
وقفت وأمري لله اراقب خلق الله وهما واقفين بيخانقوا دبان وشهم في الفرن اللي بيتعارك علشان اللي وراه داس على رجله واللي بتزعق علشان الرغيف اللي خدته شايط اللي واقف نكدي مهمته انه يعدل على خلق الله لكن فجأة الرؤية انعدمت من قدامي ايه اللي حصل ..انا اتعميت يا رجالة ولا ايه ؟؟ ..حاجة مرة واحدة سدت عني الشمس والهوا ..شيئ ضخم جه وقف قدامي بعد التفكير والأستنتاجات تبينت انه انسان ..
ناديت عليه بأحترام ..
- يا استاذ ده مش دورك ..
اطلق حشرجة غامضة تبينت فيما بعد أنه كان يقول : - وماله ..
اطلقت ضحكة ساخرة زي بتوع يوسف بيه وهبي وانا بقوله : وماله يعني ايه حضرتك مالقتش غير جامعاوي وتقف قدامه ..
فالتفت لي فتبينت حقيقة الوجه الحبيب ..يا نهار ابيض ايه الوش ده ؟؟..ده ما من موضع إلا وفيه لطشة موس وضربة سنجة أو غزة مطواة ..ثم صاح :
- ومين جامعاوي ده يعني ...
- لا أبدا مش قصدي بس حضرتك راجل بتفهم وعارف ان العظماء يجب ان يعاملوا كعظماء ..
نط الشرار من وجه الراجل وكاد أن يفتك بي وهو بيقولي :
- انت حتقل أدبك كمان مش كفاية مستحملك وموقفك ورايا يعني ايه الكلام القبيح اللي بتقوله ده ؟؟.
أجبت وانا ارتجف من الخوف : - لا لا أبدا ما تفهمنيش غلط معناه بس يعني ممكن تجيب لي عشر ارغفة معاك ..
- اما شيئ بارد هو مش فيه دور وطابور ؟؟
- صح صح عند حضرتك حق انا غلطان ..
- وكمان بتقاوح معايا ..
- انا آسف يا فندم ما اقصدش
وقفت مستسلما لقدري وانا أترحم على زمن الناس كانت تعرف تعامل فيه العظماء على انهم عظماء لكن لفت نظري ارتباك في طابور الصبية الصغار ...آآآآآآآآه ده " حباصا" صبي الميكانيكي جاي من بعيد ووشه مشحم ومبهدل علشان يشتري عيش ..
نظر السيد "حباصا" للصف بأحتقار شديد ثم طاخ هوى على قفا طفل من الأطفال الواقفين بلطشة تمام .وبعدين سحبه ورماه بره الطابور ووقف مكانه ..
لكن يبدو ان ضميره أنبه أو ان المكان اللي وقف فيه معجبهوش لأنه كان واجهة قبلي فخرج من الطابور ونظر مرة اخرى للطابور بقرف وطرااخ رزع احد الصبية الواقفين شلوطاً أخرجه آوت على طول ووقف "حباصا" مكانه ..
لكن يبدو ان ضمير " حباصا " شديد الحساسية فخرج من الطابور ونظر له كله ودور فيهم التلطيش كلهم نفر نفر ودخل اشترى العيش وخرج وهو مطلع لكل الواقفين لسانه ...
ساعتها قلت في سري جتك خيبة يا جامعاوي عظيم وعبقري لكن ما حدش حاسس بيك محدش مديك قيمتك زي الأخ "ابو لهب "اللي وقف قدامك أو عفريت العلبة " حباصا" لكن ابدا يا جامعاوي الشارع كله لازم يحس بأهميتك لازم يحس بقيمتك وسطهم انت مش شوية ياجامعاوي ..اطلقت صيحة غضب و صرخت بكل ما أوتيت من قوة :
-وسعوووووووووا انا حاشتري عيش يعني حشتري عيش اوعى يا جدع انت وهو ...
-----------------------
اسبوعين مروا على الواقعة دي..
يعني بقالي اسبوعين بفكر اقوم بالحركة دي ...صراحة كنت محرج جدا أني اقدم على هذه الخطوة لكن لأني مفلس ولأنهم تقريبا كل اللي حيلتي قررت اني اعلق الأعلان ده على باب الفرن ..
فقد قميص وبنطلون ومستلزماتهم منذ اسبوعين في مشاجرة امام باب الفرن ...على من يجدهم ان يعطيهم لأبن شارعكم البار جامعاوي ...وتذكروا يا ابناء شارعنا الكرام أن العظماء يجب ان يعاملوا كعظماء .